الأربعاء، 1 يناير 2014

مريم والبحر - الفصل الثاني والعشرون


الفصل الثاني والعشرون

بما أنهما في إجازة طويلة الرابط الآن ليس البحر إذا هو النيل والطبيعة النيل أيضا يسمى بالبحر هنا لم نعرف أن إسمه النيل إلا في المراحل الدراسية المتقدمة ومازلنا نطلق عليه البحر ...... رمضان على الأبواب شهر التوبة و الغفران بعده العودة إلى ساحل البحر الأحمر الجميل و ملاقاة الأصدقاء بعد طول غياب وهم محملون بذكرياتهم من كل الأقاليم .... هذه المرة سنفتقد الكثيرين الذين تخرجوا بعد الإستثناء .... لرمضان طقوسه الخاصة في كل مكان رائحة الحلومر تفوح من كل مكان مريم تشارك أهل الحلة فزع "نفير " العواسة للحلومر كل يوم في بيت إحداهن حريم الحلة يساعدن بعضهن ... طلاء الحيط بالجير وترقيع الجالوص بالطين وإمحاء أثر المطر الذي زار المنطقة لساعة واحدة فترك دمارا هائلا ولوحات على الحائط الطيني .... """" في القوز أو القوزبوك كما أطلق عليه علي عبدالله جالس ومعه الشباب في آخر الليل على الرمل البارد يتضاحكون في زكريات الماضي والسرقات البريئة للبطيخ والفواكه والكثير يتركهم في غفلة ويخرج تلفونه لدخول الفيس بوك لملاقاة أصدقائه الآخرين يسبه أحدهم يادين داير تخش النصيبا دا تاني ما تجينا النصيبا دا بعد شوية كلكم بتخشوهو وقد صدق في ذلك .... الشبكة تتواطأ فيترك الفيس و يعود إليهم ... في الظلام ومن بعيد قادم يترنح في خطواته يمنتا و يسار إنه خالد كدا سهرة صباحي ينتفض "كشكش" و هو لقب مصطفى لمغادرة القوز يسأله أحد الشباب مالك يا كشكش ماشي ؟ كشكش : الجاي دا خالد واقف لمبه نقعد في الونسة وما بخلينا نمشي إلا تصبح وأنا عندي سقي زراعة الصباح .... وصل خالد بكل سخريته وضحكاته المتعرجه أها راقدين كدي مالكم !؟ أحمدخالد : نقوم ننط إترزع أقعد خالد: دا شنو الزول المسيخ دا يقاطعه عبدالرحمن كدي خليك من البوم دا ما عندك باقي في جيبك ؟ خالد: ما تبقى راجل تركب حمارتك تمشي تجيب براك ما عندك باقي "يحاكيه" عبدالرحمن : يبتلع كلمات خالد و يرد عليه بقيت راجل وتتفاصح كمان ما شربتك لامن عرفت الدرب بس أصبر عارفك داسي وين الصباح كان لقيتو تعال أحلق شنبي دا !! يصيح أحد الشباب هوي خلاس صحيتوا الحلة كلها عارفنكم ناس مزاج دايرين تتعاوروا قومو أنزلو لا تحت ...!!! عم المكان صمت طويل حتى قطع الصمت علي عبدالله أها يا خالد رمضان جا معانا ولا مع الخيانة ؟ خالد : مع الخيانة يوم بتين كت معاكم عبدالرحمن : دا ما مسخوط عليك الله زول يسكر في رمضان خالد : إن الله غفور رحيم علي عبدالله : ولكنه شديد العقاب خالد : دي ما سمعنابا لسه

يطلق الجميع ضحكاتهم ما بين اللعن والسخط هكذا دوما هم حتى النباه الأول ...

"""""""

الريف السوداني بكل مافيه من جمال طبيعي و تماسك إجتماعي بين سكانه إلا أنه يفتقد لكل مقومات حياة الإنسان في القرن الواحد وعشرين مدارس عفى عنها الدهر مستشفى عبارة عن ملجأ جميل للكلاب والقطط الداخل إليه برجليه خارج منه على نعش الموت ولا أحد يسأل كم من العمليات أجريت بالخطأ و أهل الميت يستلمون الجثمان بكل طيبه وقلب حزين لسترت الميت ... لا أحد يتكلم قوم خلقوا ليصمتوا إنه الجهل و المتعلم منهم لا يعود إما أن تأخذه المدن أو يلعنه الوطن فيغادره من غير عودة ... وطني أتذكر جيدا كيف يستقبلون الوالي وحاشيته بالتكبيرات والتهليلات و يردد بصوته الضخم النابع من حلق تضخم بقوتهم هي لله هي لله في إفتتاح السهريج الذي قام على مجهودات أبناء المنطقة في الخارج حضر لإفتتاحه وإعتباره إنجازا عظيما لحكومته.... تركوا أعمالهم وأتوا لإستقباله مهللين مكبرين فاجأهم أثناء حديثه لهم بأنه أول مرة يعرف قرية بهذه الإسم

يا للسزاجه يكبرون بعد كل هذا و يوعدهم بالأماني العذبه فيكبرون و يهللون ... سوف نعمل سوف نبني سوف... سوف... سوف... ياللأماني يصدقون ثم يكبرون خلفه ثم يركب عربته الفاخرة ومعه حاشيته و يغبرونهم بالأتربه و ينطلقون إلى قصورهم والغلابه هؤلاء بالأماني التي وعدها لهم إلى جحورهم .... عندما تتحدث لهم عن حقوقهم وأن هذه وعود كاذبه يسخرون منكم

وأنك شيوعي كافر كما سمعوا من جماعات الهوس الديني ...

أو أنك تبع الصادق المهدي !! أو الميرغني كلاهما وصف مر كطعم الحنضل .... يرددون أغنية كما يسمونها هم لو الصادق رأيسك كان أخير ليك جون قرنق !

لهم سنين عددا يرددونها دون ملل .... هذا جزء من واقع الريف حتى لا تملوا ليس هربا نعود لمريمكم والبحر فقط لا ننسى يمكننا أن نبني وطن فلنضيق ليتسع الطريق كما قال الشاعر الثائر ....

"""""""" رمضان والسموم إنها الصحراء حارة صيفا ، باردة شتاء لا يوجد فصل غيرهما وإنسان هذا الإقليم متأقلم مع هذه الأجواء جيدا .... رمضان شهر جميل له طعم مختلف عن طعم المدن عودة معظم المسافرين

شراب الموية في المسيد العشاء أيضا السحور وصوت النوبة "آلة تستخدم في المديح " في رمضان تستخدم للتذكير بميعاد السحور طقوس جميله رغم تقدم الزمن الريف يحتفظ بموروثاته

"""" منزل محمدالحسن أكثر المنازل فرحا في هذا الشهر عاد الإبن بعد طول غياب ومعه أبنائه ... مريم نور المكان بإبتسامتها الطفولية و روحها الجميلة جعلت للمنزل موسيقا هادئة ليس المنزل وحده بل كل الأماكن من في القرية لا يجزبه وقارها و نقاءها وجمالها .... أخذت ملامحها من النيل وأعطتها أرض المالح رائحة البن تشبه البحر في كل شيئ الصدق نهر يجري في دمها حب الوطن الجريح كرهها الأبدي لتجار الدين إنحيازها لمشروع الخلاص.... السودان الجديد حبيبة وطن من أجمل ما سمعته منها ما بعاين لي زول من جنسو يكفي إنو إنسان و سوداني .... مش كلنا جينا من آدم زي ما قال أبونا حميد وردة طبيعية ليس لها علاقة بالفصول تعكس رحيقها وجمالها على كل الأمكنة ....

مره رمضان مسرعا بكل بركاته و نقاوة الروح فيه تبدأ بعد هذا مهرجانات الإستعداد للسفر إلى البحر الأحمر مريم يشدها الحنين والشوق رغم إرتباطها الجميل بالريف إلى بورتسودان ... تحن إلى ملاقات صديقتها ورفيقة دربها فاطمة ....

"""""" علي عبدالله بعد إنقضاء الشهر المبارك دخل في مفاوضات تجارية مع والده لبيع كل البرسيم بسعر مخفض حتى يقوم هو ببيعه في السوق و ربح مبلغ محترم ليعينه على السفر بعد أن إرتفع سعر التزكرة إلى ١٤٠ جنيه .... يريد العودة أيضا كثير من الأشواق تقوده رؤية مريم وممارسة الصمت ... الأصدقاء الجامعة بعد أن أغلقتها صبارة ماء ... صديقه البحر الأحمر

وافق والده على السعر الذي وضعه وشرع في البيع في السوق سوق صغير يجمع قرى كبيرة جشع التجار رسوم الأرضية رسوم المحلية رسوم النظافة جنيه جنيه جنيه تصل إلى خمسة جنيهات كل سوق إذا ماذا سأكسب ؟ رددها علي عبدالله جشع التاجر الذي يسمى شيخ السوق تاجر البهائم أو كما يطلق عليه "السبابي " زو الشارب الكبير والجلابية المتسخة وكأنه لا يملك قرشا واحدا الأهالي يطلقون على هؤلاء لفظ "عريبي " يتذمرون منها .... صباح سوق الأحد إستيقظ علي مبكرا مع صلاة الصبح قام بحش كمية كبيرة من البرسيم حملها إلى السوق قبل شروق الشمس وفي نفسه أن يبيعها قبل قدوم عربة الضرائب السوق هاديء في هذا الوقت قليل من السبابة يعرف بعضهم و يجهل البعض قبل أن يقوم برص البرسيم على الأرض أتى العريبي زو الشارب الكبير يا جنا !! إنت ولد منو ؟ تجاهل علي قليلا يعرف جشعه جيدا علي : ود عبدالله أو جرتيب زو الشارب : سمح برسيمك دا سمح وأنا دايرو كلو بي كم كلو؟ علي : عشرين جنيه زو الشارب : متأكد علي : كان دايرو عدو براك ... زو الشارب : خلاس شيل معاي نشتتوا للبهايم دي علي : القروش أول زو الشارب : يا جنا الواطة صباح لسه ما بعنا ولا بهيمة وأنا ما طاير قاعد هنا علي : متردد يعرف جشع هذا التاجر جيدا ... تمام

بعد الفطور عاد علي مجددا لأخذ حقه و مغادرة السوق علي : أها يا زول أنا بعد دا ماشي يلا أديني حقي زو الشارب : داير شنو !!؟؟ علي : يسكت برهة من الزمن ... حق البرسيم زو الشارب : مافي قروش تعال السوق الجاي علي : دا الكلام الخايف منو زاتو أسمع لا جاي لا تاني تديني قروشي أسي كان تشتري إنت السوق الجاي .... إحتد النقاش بعض من الألفاظ المتبادلة علي : أنا محترم عمرك دا بس لو ما كدا بخش ليك جوه بطنك تدخل بعض العقلاء إزداد هيجانا دا ولد قليل أدب .... علي : إنت راجل حرامي في تلك اللحظة قدم نحوهم ابن عم علي تاجر سبابي يعرف زو الشارب جيدا أمسك بعلي من يده في شنو حكي علي ما حدث .... ابن عمه : خليك قبلك كدي ذهب و تحدث مع زو الشارب تجادلا كثيرا بعد ذلك جدع عشرة جنيهات على الأرض دا حقك شيلو علي : حقي ما عشرة وما أنا البدنقر في الواطة أشيل قروش الناس دي كان كلهم بنكسرو قدامك وتبيع وتشتري فيهم فدا من طيبتم وجهلهم أنا لا .... وديني حقي دا كان ما أخدو مضاعف ما أبقى ود جرتيب ... رمى الكثير من الكلمات و صمت يخيم على المكان أراد المغادرة أمسك به أحد التجار و تلافظ آخر مع زو الشارب وإقتلع منه مبلغ العشرين جنيه ... إعتزر له أحد التجار وإنت عارف الزول دا ما كان تبيع ليهو الناس كلها عارفاهو ما بدوهو حاجة إلا يقبضو تمنا كاش .... حصل خير يا ولدي .... شكرا يا عم .... غادر علي و هو مزهول مما حدث هذه أشياء صغيرة يحدث ما أكبر من هذا وسط صمت هؤلاء المساكين أفيقوا أنتم بشر ولستم قطيع .... في المنزل قرر بيع البرسيم بربح أقل لأحد أبناء عمومته ومغادرة القرية إلى الساحل ...

ودع الأهل عصرا وغادر إلى المدينة للسفر صبحا إلى الساحل ... دعوة والدته التي لا تدعو بغيرها منذ زمن طويل هي زاده و نور طريقه "ربنا يعدل خطوتك " محمل بالحنين من الجالوص و الأرض ... الشوق إلى الساحل وأهله الجدد وأصدقائه يقلل من همومه


 

عند الثالثة صباحا غادر البص مدينة دنقلا في رحلة طويلة إلى بورسودان

علي عبدالله ظل مستيقظا وهو جالس على كرسي إحدى القهاوي رفض الذهاب إلى أقاربه وأصدقائه في المدينة

فضل السوق الشعبي حتى المغادرة ....

جلس وحيدا مع كوب من القهوة يستذكر الأيام التي قضاها في القرية

منزل الجالوص الذي مازال يسع الجميع رغم ما فعلت به "الأرضة"

في السقف

تذكر الأماني التي تنتظره ليحققها بعد التخرج و مازالت تلك الكلمات عالقة في زهنه كأنه يسمعها الآن

" الأولاد قربوا يتخرجوا و يريحونا "

تململ في مجلسه ومازالت تلك الكلمات وصداها كأنما تقال الآن

حدث نفسه :

قربت آخر سنة في الجامعة وبعدها إلى الخارج تتحقق الأحلام والأماني خاصة بعد الوعد الذي تلقاه من ابن عمه حسن العائد في إجازة قصيرة

خلص الجامعة وأديني تلفون .....

آخر عام صبرا جميلا أيها الإنسان المسكون بالهموم والآمال ....

عناد أخيه الأصغر ورفض العودة إلى المدرسة

بحث معه بكل الطرق لإقناعه للعودة

سمعه زات مرة وهو يقول " الإتعلموا سو شنو "

ما ياهم ديل شغالين معانا طلب في الطين

دا .....

هذا الطفل قد كبر على الزجر

إذا لابد من طريقة أخرى كما قال له صديقه عبدالرحمن

"خاويهم ما تلاويهم ...الشفع كبرو "

وعده بأن يعود للمدرسة في العام الجديد بعد أن مضى نصف العام وحتى يوفر رسوم المدرسة الكثيرة ....

طلب علي من والده أن يضغطه في الموسم الشتوي حتى يعود للدراسة من جديد ....

ما زال الليل طفلا ماشي كداري ....

الساعة إطناشر تبقت ثلاث ساعات

وهو ما زال جالس وحيدا

تجلس بالقرب منه عائلة صغيرة يتحدثون اللغة النوبية "الدنقلاوية " بشراهة جميلة

حتى أصغرهم ينطقها ببراءة ....

يفهم علي بعضها و يجهل الكثير نسبة لتركيبته الهجين

أدار حوار مع نفسه رغم المشروع الأيدلوجي الإسلاموعروبي ما زالوا يحتفظون بلغتهم التي تمتد إلى الآلاف من السنين رغم التهميش

ما أكثر هذه النماذج في بلاد المليون ميل مقطع

شمالا شرقا غربا

جنوبا ....

آه لو تساوينا ....!!

ما زالت الآثار العظيمة مهمله و يتم سرقتها وبيعها ولا يهتم بها أحد سوى الخواجات هم من يبحثون فيها و ويكتشفونها هم من يمولون المتاحف و يبنونها ....

تأمل في أشياء كثيرة حتى أتت الثالثة صباحا

وجاء البص وتوافدت جموع المسافرين

يحمل شنطة و كرتونة طلب منه الكمساري مبلغ عشرين جنيها حق الكرتونة

رفض دفع مليما له

تذكرة ب140 جنيه زائد عشرين أنا مسافر وين ؟

الكمساري :

خلاس ما بنرفعا ليك

علي :

خلاس خلي الباص يسافر طيب

ذهب وجلس أمام البص

السائق يريد المغادرة و هو جالس تعالت أصوات التنبيه

أخيرا نزل

ساخطا

إنت مجنون يازول

علي : مجنونين إنتو ديل ومستنكحين وحرامية تذكرة ب140 وكرتونة صغيرة بي عشرين لاقين الناس دي مسكينة تضبحوا فيهم حرام على دينكم ...

السائق :

إنت ما عندك عشرين !؟

علي :

عندي بس ما بدفع ما طمعكم غير الدفع بسكات وعدم وجود مسؤول ....

تجمهر الركاب مابين مؤيد و مستنكر

السائق :

طلب من الكمساري رفع الكرتونة والشنطة

مازال المسافرين يبحلقون فيه

صرخ فيهم

ما مضيعكم في البلد دي غير السكات ماشين جمب الحيطة لامن تقع فيكم ....

تفرغوا إلى بصاتهم وركب هو للمغادرة أيضا .

""""""

هذه المرة لن يتوقف علي عبدالله في محطة الوطن الكبير "أتبرا "

يريد بأسرع ما يمكن أن يصل الساحل

للحاق بمناسبة أحد أقربائه و رؤية مريم والبحر ....

في هيا

إقتربت المسافة وإتسع الشوق

هيا المدينة الطفلة التي توفى والديها عند إنقطاع خريف ما

لكن ما زالت تحتوي أحفادها رغم قسوة المكان

الأطفال يجرون إلى كل بص يتوقف محملون ببعض البسكويتات والمساويك علهم يجدون من يشتري منهم ...

سألني صديقي يوسف زات مرة

ماهو الشيئ الذي نسمعه ولا نراه ...؟

أجبت عدت إجابات متخبطة وخاطئة

أجاب هو

صندوق تنمية الشرق ...

سنكات

والجبال إرتسمت في ملامحهم التي ترفض الإزلال

نفس معاناة هيا بل أفضل من هيا حالا

جبيت

العسكر يتخذونها موقعا للتدريب

لم يدخلها علي

فقط من بعيد جميلة فيها شيئ من السحر ...

العقبة :

يا جمال المكان

خوف جميع المسافرين لا مبرر له

أيخاف الإنسان من الجمال

تمنى لو تعطل البص قليلا حتى ينزل في هذا المكان الخلاب و يجلس تحت تلك الشجرة التي قاومت الصخور و نمت

لكن مر البص سريعا ...

سواكن :

أوسوك

المدينة التاريخية التي يقال إنها كانت سواجن لجن سليمان ...

الآن هي سواجن للجمال

والبحر يقبل خديها طوال اليوم

وهي خجولة تتوارى خلف المعاناة ....

أوسوك

بها صديقتي الفراشة أو قاع البحر ...
توقف البص لدقائق ثم مره مسرعا في الطريق الساحلي إلى حيث المشتهى بورتسودان ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق