الأربعاء، 1 يناير 2014

مريم والبحر - الفصل العاشر


الفصل العاشر

 

البحر :

نهارا"

هاديء أخذت الشمس أدوات التلوين لترسم لوحة زرقاء عليه بإيقاع متزن ..

السفن

تمشي لمرسا" لها ..

تأتي من البلاد الجميلة

إلى البلاد الأليمة ..

الأسماك

تتخذ ألوانا كما تشاء وتشاء طبيعة البحر

زرقاء

صفراء

سوداء

بيضاء

حمراء

تسر الناظرين ..

بعض منها متخذه عدة ألوان تسبح في هدوء وسكينة ...

الطيور البحرية

تحلق عاليا ثم تنخفض كأنها تمشي على سطح البحر تترقب سمكة على السطح فتكون فريسة لها ...

هي الطبيعة تعلم كل مخلوق كيف يعيش ...

النوارس

بألوانها الجميلة تحلق في رقص جسدي ..

الغربان

بلونها الأسود جميلة أيضا لا أرى سببا" في كره الناس لها سوى ....يكتمل النص وحيدا"...

على الرصيف أو بالأصح الميناء الأخضر هنا رصيف السفن المحملة بالقمح والسكر وبعض البضائع ...

فلنأكل مما نزرع ولنلبس مما نصنع ...!

هنا الغبش التعاني كلات الموانئ والعمال ويوجد أيضا البرجواز والإنتهازيون والإستبداديون ...

رجال الأمن في كل مكان نفس الملامح ونفس الإستبدادية ...

منتصف النهار

الماء أكثر زرقة وكلما نظرت إلى داخل البحر إزدادت زرقة المياه حتى تنعدم الرؤية تماما

...

أنا وهذا البحر في جدال دائم ...

هو يمنحني الكثير من الوقت لأرمي عليه همومي

وبعض أشواقي

وهو يتجاهل ذلك مرات ومرات يستجيب بموسيقاه العذبه

"الموج "

مساءا"

في هذا اليوم بالتحديد

القمر في منتصف الشهر ويبدو في أجمل صورة

القمر يرسم بكل سيفونية مستخدما" أشعته كمعاول للرسم

بالتأكيد صورتها ...

ما أن يبدأ بالرسم حتى يأخذ موج البحر في شخبطت اللوحة

البحر أيضا يريد الإحتفاظ بها

هكذا في ديالكتيك عشق صامت كماقال دكتور أبكر ...

علي عبدالله :

بعض من الإستياء والملل وإنتظار شيئ ذهب بعيدا منه ليأتي قريبا منه ...!

هنا ما بين سيفونية الحقيقة و الهروب من الحقيقة ...

جلس وبدأ يكتب ثم يمزق الورقة ثم يواصل ثم يمزق الورقة

هل كل مارأيته كان حقيقة أم خيال ...

لا يمكن بأي حال

ثم أمسك بقلمه وبدأ يكتب ...

الأستاذ و التلميذ :

علمته الرماية فلما

إشتد ساعده رماني

هكذا قيل ...

لسان الحال يقول :

أعطيته الأمان فلما نظر إلى سحرها

إغتالني ...

الحياة مدرسة كل يوم تعطينا درس جديد

فبطبعنا الفطري السوداني نتناسى الدروس

فتكون المحصلة مزيدا

من الخيبات ...

القدر وحده من رسم

اللوحة بعد عناد طويل

ووحده من أزاح

الستار عن

مسرح الحلم الخرافي

في زمن إنعدمت

فيه الخرافات ...

لا أنكر أنني إنسان

يعيش بكل بساطة

وأعشق عشقا يقال عنه تقليدي ...

لا ألتفت لمثل هذه الأحاديث أو بعض خباثة الرجال ومكر النساء

أعشق كيفما أريد ...

أعشق بصمت

أفارق بصمت

أتألم بصمت

* لماذا يخفي الآخرون

نواياهم مع سبق الإصرار والتعمد ...

مع العلم بأن الآخرون ليسو بآخرون !

يا أستاذ أعشقها كيفما تريد أو بالأصح تبادلا عشقكما سرا وعلانية أرقصا رقصة الجسد وموسيقا الروح

وأتركا لي ما تبقى من الليل فأنا عشقي سرمدي ...

بالتأكيد لي طرقي الخاصة في الإحتفاء

والإحتفال بكل ما

هو جميل وقبيح ...

* الإبتسامة لا تعبر عن حاملها فكم من إبتسامة

كانت تعبير عن غدر يرسم بأريحية ...

يا أستاذ أحفظ ما عندك

وستجدني من الصابرين

أخيرا"

لك هي ولي حسن الفراق ...

ثم أمسك الورقة

وأهداها للبحر

وأخذ يضحك

ويضحك

ويضحك

ثم رفع رأسه

عاليا"

ليجد طائر النورس

يقترب منه شيئا" فشيئا"

لم يحرك ساكنا"

ربما

أنني في العصور السابقة ولا أدري قد يكون النورس

حماما" زاجلا" يحمل

نبأ ما

يقترب

يقترب

أكثر فأكثر فأكثر

إنه نورس حقيقي

يسقط مغشيا" أمامه

ياللحزن !!

حتى النورس سقط

ماذا تبقى بعد سقوط

النورس ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق