الأربعاء، 1 يناير 2014

مريم والبحر - الفصل الثالث عشر


الفصل الثالث عشر

 
سقوط النورس أمامه في صمت حزين ...
ما دلالت مايحدث ؟
حتى طائري سقط !
ماذا تبقى غير تفاصيل
البكاء المر .
لم أتحرك بعد لمعرفة ماحدث ...
عندما إستجمعت قواي لمعرفة ما حدث
رأيته يتحرك قليلا
قليلا
.
.
.
إنه الآن يطير إلى أعلى
أكثر
فأكثر
من مكان إندهاشي لم أتحرك
فقط أراقب ....
عندما حلق النورس عاليا" قرأت في الفراغ رسالة نصية عنوانها
الحرية ...
لك ولسواك
دع مريم للبحر ربما هي تريد ذلك ...
لن تموت واقفا"...

ومع إختفاء النص بين السحب رأيت شيئا" يسقط في البحر ...
هل سقط الحلم أم سقط النورس ؟
كلاهما سقوط أليم ...

السماء حبلى بالغيوم والأرض تنهد من العطش ...
في إنتظار رحمة حبات المطر
إنتظرنا ثلاثة وعشرين ساعة ويزيد أو قل ست وخمسون ساعة لم تمطر ولن تمطر ....
وإذا أمطرت تمطر في أماكن لا نعلمها ...
هذه غيوم كاذبة لم تأتي من الطبيعة ...
بخار ماء حملته ريح الشمال إلى الجنوب وهذه الرياح لاتسقط مطرا كما يقول علماء الطبيعة ....
بخار ماء حملته ريح الشمال إلى الجنوب وهذه الرياح لاتسقط مطرا كما يقول علماء الطبيعة .
ظلت الأرض تنتظر وعود البرق والرعد ساعة بعد ساعة فلم يكن البرق سوى نار أحرقت كل القرى ...
ولم يكن الرعد سوى أصوات مدافع وطائرات تقصف دون رحمة ...

"""""""""""
الفتى الحائر :
علي عبدالله
جالس على رصيف الميناء باحثا" عن عمل يوفر له بعض المال ...
يراقب حركة الكلات وهم يدندون أغانيهم ممزوجة برائحة الكداح التي تفوح من جسد طاهر .
يمني النفس بعمل لكن هيهات أن يجد عمل في وطن عنوان العمل فيه الواسطة أوما يسميه الشباب فايتمين و ....
على الرصيف جلس بعد أن يأس من أن يجد عملا ...
أصبح يحادث نفسه ويوآنسها بالآمال والأحلام مابين ذكريات الجامعة والبحث عن عمل أو الرجوع إلى الموطن الصغير...
مريم تظل نبع المياه والضو ....
عدت أيام منذ أن تم إغلاق الجامعة بمسرحية هزيلة الإخراج
الآن ماذا تبقى ...
البحر فقط ...
نعم إنه صديقي البحر
يا بحر قم حرك تحرك ......
كل الأماكن إنعكاس
تحكي تفاصيل الحضور ...
القهوة
ما ياها
فشيت غضبي في السكوت ...
نهرته الشوق
بكاني الحنين ...
يا تلك الأشواق
التي في جنبها تتدفق ..

خطى رجل الأمن قادمة في إتجاهي جعلت كل التفاصيل تختفي قدومهم هكذا دون طعم يجعل الأرض تضيق بما حولي إنهم عنوان الإستبداد في بلادي ....
دون سلام
المقعدك هنا شنو ؟
علي : بتنزه
رجل الأمن :
دا مكان نزهه ؟
علي :
لا لا مكان نزهه
رجل الأمن :
ما تتكلم كويس
علي عبدالله :
إنت شايف شنو زول لابس وسخان وفي الرصيف ومغبر بكون بعمل شنو ؟
رجل الأمن :
شغال وين ؟
علي عبدالله :
بفتش هنا وهنا محل ما ألقى بشتغل !
رجل الأمن :
جيب إذن الدخول وبطاقة
.
.
أطلق بعض الألفاظ في دواخله لن أكتبها حفاظا على مسامعكم ...
رجل الأمن :
بتقرا كمان في جامعة !
علي عبدالله :
ما شغلتك
رجل الأمن :
إتفضل دي صورتك و يلا مع السلامة ورينا عرض أكتافك "أمشي "
علي عبدالله :
أنا مارق بس ممكن أعرف السبب
رجل الأمن :
ممنوع إنك تتواجد في الرصيف بدون إنك تكون في جهة شغال معاها
علي عبدالله :
يوما" ما سنلتقي في مكان وزمان تتغير فيه أسطورة رجال الأمن والعسكر سنلتقي في وطن إنسان فقط ...
رجل الأمن :
بتقول في شنو
؟؟
علي عبدالله :
بتكلم عن واقع قادم شكرا" لك
بكره أحلى أو سمح كما نعمل له ...
ترك رجل الأمن محتارا" وذهب إلى خارج الرصيف ودندنات الكلات تطرب سمعه والمكان ...غدا" لناظره قريب
مر مسرعا" للشارع .
.
بعد أن أكمل رسائل الرقم أعلاه ... "كلمني"
إتصل عليه صديقه عمر...
على وعد اللقاء في قهوة أبوعلي ...
عصرا"
تم سرد كل الواقعه وما حدث ...
عمر
مازال في الأرض متسعا لي لك للصغار القادمين يا جو
أقصد يا علي
تذكر الحوار ده في رواية الطريق إلى المدن المستحيلة ؟
علي :
دا كلام يا فردة
عمار ديكور ...
جو ...
سلمى ...
التفاصيل الجميلة ...
هاهاهاهاهاها يضحكون سويا على إيقاع موسيقا قهوة الشرق داخل العروق
متناسين كل الهموم .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق