الاثنين، 6 يناير 2014

مريم والبحر - الفصل الخامس


الفصل الخامس

المدينة مازالت تأن من مابها من أشباح للجوع والعطشى وأولائك الذين يضعون لفافات القطن العتيقة بالسلسيون داخل أفواههم التي لم تتذكر آخر مرة مضغت فيها طعام فقط أصبح إدمان السلسيون وجباتهم المفضلة وما ترميه أكياس القمامة طعاما شهيا .....
يفترش الأرض مادا يده إلى الأمام ومن تحته إناءا هرم من سخط الحال وهو جالسا على الرصيف وينادي كرامة ....كرامة ...ساعدونا لله ساعدونا لله يضع بعض المارة بعض القروش الحديدية في الإناء فتحدث صوتا عذبا له هي موسيقاه الحزينة يردد ربنا يفتح علييك ثم يواصل .بعض المارة يتذمرون منه ويسخطونه لا أدري لماذا ... ؟

في منتصف السوق البائعة المتجولون يسحبون درداقاتهم بكل يسر فجأة تسحب البلدية وعسكرها كل شيئ فالجري هنا هو الوسيلة للخلاص هكذا هي حياتهم من أجل سد الحاجة يمضون يومهم بين كر و فر ....

أولاد الأورنيش يحملون أنغام موسيقاهم العذبة أيضا ويتجولون في الشوارع ورنش ... سجر... يقطعون آلاف الأمتار من أجل ملاليم تسد حاجتهم وهم راضون !!

بائعات الكسرى كالسرى تماما

تطوي طرقاتها السندسية بمزاج عالي وتجلس فوق بنبرها ويعكر صفوها رغم حرارة الشمس رجال البلدية أصحاب الكروش المنتفخه ....!!

طلاب المدارس مثل حقائبهم تماما فهي فارغة المحتوى وهم كذلك ...

عربات الأمن الفارهة تلفحك سمومها وهم كالسموم تماما" يمارسون التعريص والتبجيل لإله الرقيص ويتقاسمون معه كعكة البلاد الواسعة وأهلها سكارى إلى حين .

وسط كل هذه الأحزان كان يتجول علي ويحادث نفسه لماذا كل هذا هل إرتضوا الموت رغم أن الموت لم يأتي وقته بعد أم أنهم خلقوا من أجل هذا العناء ...

واصل علي سيره على رصيف المعاناة وهو مابين الحلم والحقيقة مابين باكر جميل وواقع أليم ..
الخبر الجميل :

الثورة إنطلقت والأحرار داخل الزنازين يوزعون بشاشات الفرح والنصر لأولائك الذين تلطخت أياديهم بدمائنا وتمددت بطونهم كيفما شاء فسادهم .

داخل المسرح السوداني المزين بدماء الشعب جلس الراقص ومطبليه وعازفي إيقاع القتل والتشريد يعزفون أغنية جديدة عنوانها رفع الدعم عن المحروقات وإعلان مسرحية التقشف ...
ملأ التصفيق المكان إمتلأ المكان ضجيجا" وهو يبتسم وهم يرددون أجيزت أجيزت أجيزت ...
ترفع إحدى عاهرات الفساد لافتة كتبت عليها بدماء الفقراء :

قمة الشفافية قمة ...ووو....

وهو يردد أن لا زيادة في أسعار السلع والمواصلات ...

في الخارج أزياله تردد أصلا عبيط فتزيد الأسعار بإنتهاء خطابه ..

مقتطفات :
سعاد الفاتح : الباقيات عارفنهن بعملن شنو !! التعجب من عندي ... حواء السودانية لا تحتاج إلى تبرير ما قالته الساقطة ...

غدا تقرع الأجراس والقانون يأخذ مكانه أين المفر وهذه المرة لا نرحم وسقط عنا عفا الاله عما سلف ....
القانون الدولي داخل الزنازين :

يحمل من الشهادات و الدرجات العلمية ما تجعله داخل القصر ولكنه داخل زنازين النظام .أحد قادة المنظمات الدولية ورئيس منظمة الملكية الفكرية سابقا" والكثير من المناصب الدولية إنه البروفسير كامل إدريس ، إنها حكومة الإنقاذ وأمثال البروف كثيرون ولا عدد لهم ...
التصنيف العالمي :
الدولة الحضارية التي طالما رددت أن أمريكيا روسيا قد دنا عذابهم ... أخذت موقعا متميزا في التصنيف الدولي للدول الأكثر فشلا في العالم تصدرت المركز الثالث يا للعجب تفوقت على الصومال وتشاد .إنه المشروع الحضاري منتهى التقدم .
داخل النص :
ضيقوا ليتسع الطريق ...
مريم والبحر5:
مازالت تردد أغنيات الطريق تهديها للثوار تشاركهم فتح الطريق إلى المستقبل وترسم على البحر أجمل لوحة للنصر والبحر يردد إقتربت الساعة وحان الصبح ويرسل موجه عاليا" وهي تردد أغنية الطريق ...
جلس علي يتأمل النصر القادم على البحر ومريم كالعادة موجودة رغم الغياب الجسدي فالروح موجودة وهذا يكفي لإستنشاق شذاها ...سحابة عابرة إلتقيت بها فجأة دون وعد مسبق فكان حلول خريفي دون حلول ميعاد الخريف .
خميس ما سنلتقي وخميس ما إلتقينا ويردد أستاذي بركة ساكن ..اليوم هو الخميس .... مريم تكسو ساحل البحر الأحمر روعة بروحها الجميلة وصديقي اللدود علي المجزوب نطرب سويا بحضورها وموسيقا الموج ....
إستسمح الجميع لأخد مريم إلى أبوي النيل لتكتمل اللوحة ... فهي تشتاق إليه بكل تأكيد وهو شوقه لا يوصف ...
داخل النص:
الأمواج صوت حزين عن أنين البحر يخرج موسيقا فرح حتى لا يختلط بحزن اليابسه ....هذا هو درس الموج في لقاء مريم هذا المساء مع البحر...
مقطع من الرائع عثمان بشرى :
الآن لا أبكي ولكني أحدد قدرتي في الإتساع على مدى عينيك رب طريقة أخرى تحملني الامانة وفق إيماني بها ،وفظاعتي في العشق إبان الهزيمة فيما يخص البحر للبحر الذي فيما يخص البحر لست مأزما عن كيف يتفق البنفسج فيما يخص الحقل بالحقل الذي فيما يخص البحر فقط أني أحبك

رسالة للجميع :
فلنعمل بكل جد لشق صمت الشارع وكسر حاجز الخوف وهذه الشوارع لا تخون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق