الأربعاء، 1 يناير 2014

مريم ولبحر - الفصل الرابع عشر


الفصل الرابع عشر

 
هل هي الصدفة أم أنها تأتي هكذا مع كل ماهو جميل مريم والبحر ١٤ مع قمر١٤ ...
إذا" القمر يريد مشاركة مريم مثلما قال شاعرنا ابنعوف:
كان حاكه القمر محياها لو ما في القمر ضليما...
عذرا كل الذين يعشقون ويحبون ، مريم أنثى لا مثيل لها لا تستطيع أن تصفها بأي شيئ كان فكل شيئ جميل توجد فيه حتى البحر يستمد منها جماله ...
مريم أقدسها ما إستطعت إليه سبيلا ...
عشق سرمدي مهما حدث .
الزهرة تعطيك رائحتها عطر جميل ومنظر خلاب هي مريم..
لذا تركت الزهرة تينع حيثما شاءت يكفيني ما أجده في الزهرة ...
هي بذات الأناقة والجمال تطل عليك في كل الفصول ...
بورتسودان في قمة نشوتها تقفر بك في كل ليلة وضحاها إلى
حدود الإنفجار ...
الغيوم ...الشمس تتسلل من بين الغيوم ترتسم ملامحها بين الغيوم لتهطل علي بردا وسلاما ...
ما أدراكم لعل البرق الذي ترونه ويحدثكم عنه العلماء ماهو إلا تجاذب وتناحر بين غيمتين ، تريد كل واحدة الإحتفاظ بمريم وأن الصوت الذي تسمعونه ما هو إلا تعبير عن إنتصار حققته إحدى الغيمتين بالظفر بمريم ...
لذلك لا تخافوا من المطر وما يتبعه ...
أرقصوا رقصة المطر...
غنوا أغنيات المطر ...
مريم ترقص معكم دوما وأنتم لا ترونها ...
""""""""""""""""
مجمع الكليات :
في الواحة تحديدا" ذلك المكان المحبب للطلاب الأحرار داخل جامعة البحر الأحمر ....
هنا أول مرة إلتقى فيها علي عبدالله بصديقه عمر ....
علي عبدالله جالس وحيدا" في البينش الطرفي أو ما يسميه هو بينش التمره "النخلة "
جالس يحتسي جبنة بجا من صديقه علي "عمدة أروما" كما يطلقون عليه أصدقائه ....
ويغازل سجارته التي هي رفيقته ...
رشفة جبنة تتبعها نفس عميق من سجارته يخفي فيه كل آلامه العميقه ...
حتى يشق صمته صوت أحد كوادر القوى الوطنية الديمقراطية ....
وهو يصدح بكولنه
ماكان معاك قدر المشي ....
يلتفت مسرعا" إلى حيث يأتي الصوت من خلفه وكأن هذه القصيدة قد وجهت إليه ...
تابع عمر حتى إنتهى من كولنه الطويل ...
الصدق يخرج من دواخله خروج الشمس من بين السحاب ...
البلاد الكبيرة التي ضاقت على شعوبها بالأيدولوجيا والملاججه ...
دارفور تحترق من أعلاها إلى أسفلها ...
والمسيح يعتقله حراس النوايا .
ونجيب سيرة الجنوب لأن هناك أكثر من جنوب ينتظر على الرصيف ،وهكذا نحن نيام أو منومين بفعل فاعل منذ القدم ...
أطفال الشوارع لا خوف عليهم ولا هم يحزنون !!!
الثبات الفكري والمنطق وتواضعه يجعلك صديقه منذ أن لم تلتقيه إنه صديق الكل عمر...
في الورشة إلتقينا به مع عدد من الشباب الجميلين ، في كل شيئ والورشة كانت تجمعنا قبل أن يصدر قرار الإعدام من قبل سلطة الجامعة ...
وصديقنا الخليفة يتفاجأ بإختفاء الورشة في ظروف غامضة عقب عودته بعد طول إنتظار ...
حول قلب الخالة هدية كنا جلوس دائمين وتحتوينا بقلبها الواسع وجبنتها ذات المذاق الخاص جبنة بجا بأيدي نوبة ...
وخالتي هدية ديك كتر خيرا ...
كم مازحنا ليالي الصيف وكم غنينا للحرية ...
وأنا عائد من موطني الصغير أحمل معي رطب الشمال ليكتمل مذاق الجبنة مع حضور الشباب ومريمنا ...وكل بمريمه فرح ..
عباس الشيخ يدندن معها بفندك البن وهو أكثرنا خبرة لكن ليس أكثر منها ...
الدندن نشرب البن
البن المر
الندندن نزور الجيران
بعض من دندنات جدتي في الماضي إختلطت بالحاضر...
تحكي لنا عن أثر ريحة البن على الإنسان وعن موطنها جبال النوبة والزراعة وحياتها هناك وكيف مرض ابنها وهو في الصغر وأتو إليها به في الزراعة ورفض الرضاعة وأن خالتها الكبيرة أسعفتها بالخبرة لأن بالتأكيد لا توجد مستشفى في تلك المناطق دعك من المستشفى لا توجد أبسط أدوات الإسعافات الأولية والمدارس نوع من الأحلام البعيدة ...
غير الحرب التي قضت على الإنسان في إنسانيته إنها الحرب فألعنوها ...
سألتها خالتها عن أول عمل تقوم به من الصباح وهي تحمل الطفل ، وبعد تفكير أدركت أنها تقوم بقلي البن وهي ترضع طفلها الصغير ...
تأكدت خالتها من سبب مرض الطفل فطلبت إحضار أدوات الجبنة وقامت بقلي البن في حضور الصغير المريض وما إن إشتم الصغير رائحة البن حتى عادت الحياة إليه من جديد وتعافي تماما" وكأن لم تكن به علة ... وعشان كدا الماعندو كبير يشتري كبير يا أولادي آخر ما قالته والإبتسامة فوق خديها المسودين المزينين بالشلوخ الجميلة ...
إمرأة تحتوي كل ماهو جميل ...
الحمدلله راضية ومبسوطة ودي قسمتي ...
وكم فكت محنتنا عند حضور ضيوف من خارج الجامعة والبضوق فنجانة مرة تاني يجيها كل مرة ...
وبذات البريق الذي لا ينطفيئ ولن ينطفيئ تأتي مريم دون سابق ميعاد هكذا هي تأتي في الوقت المناسب لتخرجني من عمق الحزن ، الهم ، الألم إلى منتهى الفرح ...
أو لتخرج الجميع ...
كانت وما تزال معنا في كل مكان خاصة أنا وصديقي عمر .

داخل النص :
أدعوا لأمنا الخالة هدية بعاجل الصحة والعافية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق