الاثنين، 6 يناير 2014

مريم والبحر - الفصل السابع


الفصل السابع

 

الباب المفتوح على مدى البصر...

هنا يظل باب البيت مفتوح على مصراعيه ;متاكا; بحجر يفتح مع صلاة الفجر ولا يغلق إلا عند الخلود للنوم يغلق لكي لا تدخل الكلاب فقط .....

تبدلت الأبواب العتيقة أبواب الخشب "باب السنط" بأبواب الحديد لكن لم تتبدل العادات والتقاليد الطيبه .

ظل باب الحديد أيضا" مفتوح على مصراعيه....

عندما تمر من هنا وترد السلام على الجالسين من طيبتهم لايردون السلام فقط يردون بكلمة فضل أنزل ...قول خير ....مستعجل مالك أنزل .....

إنها بلادي ...إنه السودان الجميل .....

هنا.... الصباح

الشمس تستيقظ

نشطة مبكرة تمنح المزارعين حيوية ونشاط ليوم مليئ بالكد والعمل ...

أول أنغام الصباح أصوات العصافير ممزوجة بصوت القمري فوق شجرة النيم التي تتوسط الحوش الوسيع ....

رائحة قلي البن تفوح تملأ كل الأزقة من بيوت الطين العتيقة ...

الندى يقبل خد الزرع ومع شمس الصباح يسيل شهدا" ويمنح الزرع إحساسا"بالحياة...

وداع البحر :

مساءا" وقبل خلود البحر في نومه العميق جاءت مريم لوداعه الأخير قبل الذهاب إلى النيل ........

بدأ هادئا" كأنه يترقب حدث ما

لا وجود لموجه الذي هو لغته في الحوار .

النجوم تراقبه من أعلى وترسل له إشارات الشوق رغم المسافة

الكثير من السكان الذين لا يعيرونه أدنى إهتمام متواجدون على أطرافه وهو لا يعيرهم أيضا "

وصلت النسمة الهادئة مانحة الشوارع التي مرت بها رونقا" وحيوية ، ظهرت من بعيد فمجرد إحساسه بقدومها بدأ يخرج من سكونه .

وصلت إلى المكان الأوحد الذي تسامره فيه جلست مقبلة" عليه ملقية التحية والأشواق .

بادرها بموجة قادمة من العمق فأبتل نيليها ...

فرحت كثيرا لهذه التحية .

وبدأت قصة الحكي معه والقصص الجميلة وأخبرته بإندلاع الثورة وبأن الشباب قد إستيقظوا لنجدة البلاد .

تواصل الحكي دون أن تعلم أن وقت الذهاب قد حان .

بادلته سلام الوداع وأنها بكل تأكيد ستشتاق له هو يعلم ذلك جيدا ...

غادرت البحر ذاهبة إلى منزلها ومن خلفها خطوات روح البحر تحميها .

وصلت منزلها ووجدت صديقاتها قد إنتهين من التستيف مع والدتها فشكرتهن وجلسن للونس ....

صباحا" أدار السائق البص مغادرا" أرض الثغر الباسم ...

مريم تسقط منها دمعات فراق للأرض التي ولدت وتربت فيها ستفارق صديقاتها وأصدقائها ستفارق البحر الصديق ....

والدتها لمحتها تزرف الدمع يابت نحن راحلين أصلنا مابنرجع أسي بعد العيد ...!

تنظر إلى والدتها فتبتسم يا أمي فراق البورت صعب .

البورت سمحة بس البلد حتعجبك شديد ....

عادت مريم إلى التفكير كيف تبدو البلد ...النيل ..الأهل ...النخيل...

بتين نصل مسافة طويلة خلاس ...

منزل محمد الحسن :

كرنفالات الإستقبال الأهلية تملأ المكان حاجة بخيتة تتحرك وكلها نشاط وفرح لاحدود له لأن أحشائها قادمون ...

مريم قادمة ...إبنتها الصغيرة الوديعة ...كل شيئ هنا ينبض بمريم طال غيابها عن البلد ....

حاجة بخيتة أعدت العدة في إنتظار النسيم القادم من الشرق ...

قامت بخبز العيش البلدي والقرقوش وجميع المتطلبات .....

محمد الحسن :

ياولد أمشي الزريبة تحت جيب أكبر حمل في الزريبة .

أخذ سكاكينه سنها جيدا" وبسمله جيدا وكبر وذبح حمله ..

ياحجة يلا شدي الهمة وسوي أكل المسافرين .

البص على بعد كيلومترات من أول أراضي النيل وأنت قادم من الشرق إنها أتبرا "عطبرة" تلك المدينة التي مازالت صافرات القطار تعطر مسامع أهلها وإن كان الواقع يختلف كثيرا عما كان في السابق من حركة مستمرة للقطارات ولكن ماذا نقول أصبحت بلادي كلها تأن من سياسة هذه الحكومة الرعناء ...

تداخلت عليها الكثير من الأغنيات الجميلة والوطنية فبدأت تدند أغنية العقد الفريد عقد الجلاد :

أغنية عطبرة

بهرتني صورة عطبرة ...

حتى تداخلت أصوات أبونا حميد وهو يردد

يا أتبرا الطيبة

يا منجم الثورات

جيتك بعد غيبه

في تلك الأحيان تذكرت أحد مناضلي الجامعة

إنسان بسيط صغير في عمره كبير بعقله...

المقاتل محمد آدم إسماعيل أو كما يحلو له رفقائه أن يسموه

الأخ الأصغر لأبكر آدم إسماعيل

إبتسمت وهي تتذكر ترديده لأبيات حميد وهو يمشي مشيته المميزة .

عند الوصول إلى عطبرة لم يقف البص كثيرا"فمر مسرعا قاطع كبري نهر عطبرة أو ما يحلو لأهل عطبرة أن يسموه العطبراوي ...

بعد مسافة ليست بالطويلة وصل البص إلى الحبيب الذي طال الغياب عنه إنه الأب الخالد النيل العظيم .

عبر نافذة البص لوحت له بيدها الناعمة التي كم من مرة داعبت مائه ولعبت بطينه ألعاب الطفولة الجميلة ....منزل صغير من الطين ...عريس وعروس ...أشياء أخرى صنعتها بأناملها هي ورفاق الطفولة .

عبر البص جسر أم الطيور مودعا " النيل متجها" صوب الشمال أخرجت مريم سماعتها وأدارت مشغل الموسيقا وإختارت هذه المرة أغنية للمختار مصطفى سيدأحمد وهي المسافة :

لسة بيناتنا المسافة والعيون

واللهفة والخوف والسكون

رنة الحزن البخافها

"""""

تردد معه بكل حواسها وعدد من المشاهد تمر أمامها ...الأصدقاء ...بورسودان ...الجامعة ...البحر .

من النافذة تتأمل الصحراء التي لاحدود لها السراب يظهر ويختفي كأنه أنهار في وسط الصحراء .

السراب هذا كأحلامي تقريبا"....

" " " " "

في منزل محمد الحسن تجمع الأهالي لإستقبال النسيم والشوق يفيض بهم للرؤية ...

الحاجة بخيتة أكملت كل شيئ للإستقبال .

محمد الحسن :

بعد دا بكونوا قربو يصلو ، يطلب من جاره محمدأحمد الذهاب لإحضارهم بعربته البوكس موديل تمانية وسبعين التي ظل محمد أحمد يفتخر بها دوما وهي أول عربة دخلت هنا فساعدت جميع أهل المنطقة في السراء والضراء ....

نواصل ...

خارج النص :

مرتق إحساس الألم

في جدول الأمل ....

أنشر شوق البحر

في قيف البحر.....

.

.

قهوة بجا

تسري في العروق

تديك إحساس من عدم

تمرق حبيبة الوطن

مع ريحة البن البكر

.

.

أيام لها طعم خاص

يابورتسودان أحفظي ما عليك ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق