الاثنين، 6 يناير 2014

مريم والبحر - الفصل الرابع


الفصل الرابع

 

تخرج عربة مسرعة من بين الأزقة فتصادف الطفل الذي كان يركض للحاق برفقاء دربه لجني بعض الخردوات من الكوش * مكان تجمع فيه الأوساخ .

غبار كثيف عم المكان وصرخة واحدة أسكته إلى الأبد .

علي : ظل واقفا مكانه لم يستطع التحرك وتقريبا أصبح جسدا بلا روح لبضع دقايق

يا الله إنه القدر طفل حرم من كل شيئ من تعليم وصحة وممارسة حياة الطفولة مع أقرانه يأخذه الموت هكذا .لم يراعي لطفولته أوأراد يريحه من هموم الدنيا التي حملها وهو مازال يافعا إنه الموت يأتي دون ميعاد .

خروج بعض الأهالي من أكواخهم وعم الصراخ المكان إنه أحمد مات ... لا نودي المستشفى ...

صاحب السيارة : لم يستطيع النزول من سيارته من جراء الصدمة ظل منكفأ" على عجلة قيادة السيارة حتى إنته إليه بعض الأهالي وعندما أرادوا إخراجه لم يصدقوا إن القاتل أحد أقارب أحمد بالتحديد ابن خالته .

يعمل في التهريب بعد أن أقلقت أمامه كل سبل العمل فاختار التهريب وسيلة للعيش .

كان مسرعا وقد أفلت من كمين للشرطة فصادف الطفل في طريقه .

أخرجوه من السيارة وهو لا يستطيع أن يقف على رجليه قد تأكد بأن الذي قتله هو ابن خالته أحمد الذي يداعبه دائما " وكان يريد تعليمه قيادة السيارات .

علي : تحرك إلى مكان الحادث والدموع تنهمر منه وهو لا يصدق ما حدث .

حمل الأهالي الطفل بعد أن تأكدوا بأنه قد فارق الحياة إلى منزل أهله .

في منزله الصغير لم يجدوا والده فقد خرج عسى أن يجد عملا يسد حاجة أبنائه الصغار .

والدته تجلس تحت راكوبتها المشمسة وترقع بعض الملابس القديمة .

دخل عليها بعض كبار الحي من رجال ليخبروها بما حدث .

من وجوههم عرفت أن مصيبة قد حلت بها .

حاج صالح : يازينب كلنا القدر بجينا بس الناس تصبر والموت علينا حق وكلنا بنموت في النهاية .

تقاطعه : وهي بإحساس الأمومة قد حست بأن أحد أبنائها في خطر مات منو ياحاج صالح ؟

حاج صالح : وهو يتمتم مات .... أحمد .

تسقط الأم من طولها أرضا ليلحق بها رجال الحي يحملوها إلى سرير ممزق كحالهم جميعا .

جيبو ريحة نشمما عشان تفيق .

لم يجدوا ولن يجدوا...

تصرف أحد الأهالي وبعد بحث جهيد وجد بصلة فقطعها ووضعوها على أنفها فاقت قليلا وهي تنادي أحمد أحمد .

ساحة المنزل الصغير إمتلأت تماما بالأهالي من النساوين ليعم الصراخ كل المكان .

والدته : أفاقت تماما ولكن لا تنطق فقط دموعها تجري وهي تنظر للجميع .

أرسل الأهالي بعض الشباب للبحث عن والد أحمد.

شرع الأهالي في تجهيز الميت وإرسال بعض الشباب لتجهيز القبر .

وجدوا والده وهو يقوم بردم أحد المنازل في طرف المدينة فأخبروه بما حدث لم يدرك ما حدث ووجد نفسه أمام المنزل وجد حشود الأهالي المعزين .

ساقوه بعض الكبار وروى له ما حدث وترجوه بالصبر حتى لا تسيئ حالة والدة أحمد زيادة ودخلوا إلى المنزل لإ عداد الجثمان فمجرد رؤية الزوجة لزوجها صرخت وأخذت تكيل التراب على رأسها وأحس الجميع براحة لأنها أخرجت حزنها المكتوم .

""""""""""""

بعد الإنتهاء من مراسم الدفن والرجوع إلى مكان العزاء .

جلس والد أحمد و بعض كبار أهله ليحددوا ما يفعلوه بالجاني .

قطع والد علي لل حديث أنا عافي لله ما أخد ولله ما أعطى و عثمان صاحب السيارة ياهو ولدنا وماقاصد .

رفع الجميع الفاتحة على روح الفقيد وذهبوا لتلقي العزاء من الأهالي .

.

.

عاد علي إلى منزله أو بالأصح إلى منزل أقاربه لأنه ليس لديه منزل هنا والحزن يكسو وجهه وكل ما حدث يمر من أمامه .لماذا يحدث كل هذا إلى أولائك المساكين ما ذنبهم لماذا تنام المدينة على أجسادهم في الحال تذكر مقولة صديقه محمدأحمد "ضيقو ليتسع الطريق " .

في المساء :

جلس حزينا على الساحل يحكي إلى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق