الأربعاء، 1 يناير 2014

مريم والبحر - الفصل الحادي عشر


الفصل الحادي عشر

 

مريم والنيل :

الليل هاديء لا صوت _ _ _

لا ضجيج كما المدن

أصوات الكلاب تأتي متقطعة

من بعيد

الرياح هادئة بعض الشيئ محملة برائحة الجروف

تحرك خصلات شعرها

على خديها الجميلين ...

تنام في الحوش الوسيع وتحت السماء المكشوف المزين بالنجوم

أو بالأصح هي تزين النجوم

بجمالها الطبيعي ...

نامت مبكرة بعد يوم من التعب الجميل

طول المسافة مابين المالح والنيل

مهرجان الإستقبال وحفاوة اللقيا

لقاء النيل في العصير قبل المغيب ...

عادت بها ذاكرتها إلى صديقها

البحر

مرورا" بالجامعة ..الأصدقاء

الأركان ... الجبنة

الواحة ...

عمر .... إبتسمت بسمة بمقدار

ليست لها مقدار معين ...

إكتفت ونامت مبكرة عند العاشرة مساءا.

إستيقظت مبكرة على تمتمات حبوبتها التي نامت بجوارها

تتمتم وتبسمل وهي تدعو الله

" ياستار ياكريم أحفظنا من

كل شيطان رجيم

بركة سيدي الشيخ أكفينا شر

العين ......."

بعض الأدعية فهمتها والبعض لم تسمعه ولم تفهمه

إنه عالم حبوباتنا المليء بالخير

وحب الله .

تركتها مريم حتى تكمل دعواتها

وطقوسها

ثم صباح الخير ياحبوبة __

صباح النور يا حشاي

ما أكون أزعجتك وصحيتك يا بتي

مريم :

بالعكس ياحبوبة أصلا أنا متعودة

أقوم بدري أصلي الصبح

حبوبتها :

ربنا يحفظك من كل شر

بس الصبح لسه بدري عليهو

لسه الأذان الأول ما أذن ...

مريم :

طيب صاحيه بدري كدا ليه ياحبوبه كد ما بتتعبي ..

حبوبتها :

لا لا ما بتعب يا حشاي

الله نديهو حقو والشيخ قال الله في التلت الأخير بجي قريب

ويجيب أي دعوة مسلم

مريم :

يا سلام يا حبوبة

ربنا يخليك ويحفظك

خلاس أنا ذاتي بقوم أصلي معاك

حبوبتها :

صلي ليك ركعتين ونومي وأنا بصحيك وكت الصلاة يجي ..

مريم :

سمح يالغالية

.

.

الصباح :

نور الصباح يخرج من وجهها النضير

يبعث في المكان أمل وبهاء

يكفي لآلاف السنين

العصافير فوق أشجار الجوافة والليمون والنخيل المتراص حول البيت

تزغرد وتغرد وتغني فرحة

بوجودها ومنحها البيت الوسيع

وكل ما به جمالا فوق مافيه

النيل هدأ قليلا من هيجانه منذ أن قدمت إليه في العصير

كيف لا يهدأ وهو يرى كل هذا

الجمال

مع إشراقات الصباح بعث برائحة طينه الجذابة إلى حيث هي تجلس ...

حملتها نسمات الصباح الباردة

سمعا وطاعة وشوقا لمداعبة

جسدها

والزرع أيضا لم يصدق مرور

نسمات النيل حتى أسرع هو

أيضا في مزج رائحته الجميلة مع نسيم النيل حتى لا تفوته

شرف لقاء الوجه الحسن ...

أخذت بنبرا" خشبيا " بجوار

حبوبتها لتناول شاي الصباح

ومعها الأهل

نسمات الصباح تداعب جسدها

الحريري وخصلات شعرها

الأبنوسي في موسيقا وإنسجام

تناولت شاي اللبن الذي صنعته

يد حبوبتها من خبرة إمتدت لزمن طويل

صباحا" قبل الطير أحضرت

حبوبتها اللبن من الغنيمات طرف البيت وإستعملت كل تجارب السنين في التحضير

بمزاج حضور مريمها ووالديها

""""""""""""""""""""""""

بعض من الكثير من القهقهات

والضحكات عمت أرجاء المكان الجميل ...

دقات البن ورائحته تختلط بنسمات الصباح

مريم تمسك بيديها الناعمتين

وتدق البن

ويرقص جسدها وكل المكان

فرحا بإيقاعها الجميل

نواصل ....

الأستاذ عبدالعزيز بركة ساكن :

لك القيام ولك الجلوس تقديرا وتعظيما لك ولكل حراس النوايا كفن ...

اليوم هو الخميس يا أستاذ كما ظللت تردد فلنغني للحرية ولك فغدا لناظره قريب

والفرح جاييك وعد

غنوة أولاد التحاريك


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق