الأربعاء، 1 يناير 2014

مريم والبحر - الفصل الحادي والعشرون


الفصل الحادي والعشرون

فصل قبل الرحيل :

تتشابك الأغنيات والأحاسيس في دواخلنا معلنة عن رقصة ما
قد تكون رقصة جسد أو رقصة فرح
أو ربما رقصة خروج الروح عند الزبح ....

كلها ربما أو ربماااات كثيرة...

ربما
قد جاء النص ولم تخرج الكلمة من جوف القلب لتعانق قدسيتها أو تأخر الوحي
هي قديسة
على كل حال ....

تظل الكلمات قاصرة عن الوصف
الكلمة صدى الإحساس لكن ليست أعمق من الإحساس
هكذا كان يتحدث
علي عبدالله

و هو جالس في المكان الذي سماه بإسمها "تمرت مريم "
طرف الجدول بجانب النخلتين
الملتصقتين
إحدى التمرتين تمرت مريم ...

""""
علي عبدالله يحدثكم عن عمر
أغلقوا النوافذ وأسمعوا له صاحين !!

عمر
حتى لا تحكموا عليه بمزاجكم السوداني الذي يجيد الحكم على الشخص قبل أن يتبين الخيط الأبيض من الأسود
وأنا أحد هؤلاء
ما يجب أن أقوله عن صديقي أو صديقكم وصديق نفسه
عمر
هو تماما مثلي يجيد الصمت الحلال
حين يتعلق الأمر بالإحساس ...
و يجيد الكلام عندما يتعلق الأمر باللغة
شجاع
أما أنا فأجيد الصمت في كلتا الحالتين ....
ليس كما تظنون هو حبيب مريم
وتقولون بحنك الشباب
"
قصه" لي علي عبدالله
ليس كما تتوهمون وأنا كذلك....

هو صديقي إتفقنا في كل شيء لا توجد نقطة خلاف بيننا
حتى من قبل أن نعرف بعضنا جيدا
من يوم أن سمعته يتحدث في ركن النقاش

ومن بعد أن أصبحنا رفقاء في كل شيئ
أذكر تلك الليلة جيدا عندما بادرني بالسؤال
مريم بالنسبة ليك شنو ؟

أنا أكره هذا السؤال!!

عندما فاجأني السؤال صمت كعادتي لأجمع بقايا عقلي الذي يتشتت بمجرد سماع إسمها
كرر السؤال
و تبسم
عندها تبسمت
وكانت إجابتي
أكبر من حبيبة .....

وحتى لا نبحر في هذا الموضوع تعمدت أن أغير مسار الونسة وإقحام السياسة .....


أنا و عمر تقاسمنا كل شيئ إذا" فلنتقاسم مريم أيضا
لم لا
أنا بصمت و هو بجهر
طالما توافقت الرؤى و الأحاسيس
هذا كلام ساكت ....
تتدخل أنانية الإنسان و نوازع الشر
وحب الإمتلاك
و يكون الصراع الخفي داخل حجرات القلب
رغم ذلك تنتصر نوازع الخير
هكذا تعلمت منه أن الخير منتصر دوما
هو صديق للبحر كذلك
و يرى صورتها فيه
و يناديها بإسمها الحقيقي .......
عكسي تماما
أرمز لها بمريم
هي بالفعل مريم
في كل خصالها وجمالها
هي مريم على الرغم من أن إسمها الحقيقي جميل أيضا و نبيل .....
هل كنت أقصدك أنت ياصديقي عندما أصدح بكولني المفضل في مخاطبات الوحدة الطلابية لأبي الروحي حميد
كل ما تباعد بينا عوارض
.
.
.


وهل أنت كنت تحتفي بها عمدا وأنا جاهل بكولنك المفضل
ما كان معاك قدر المشي
.
.
مرت الأيام وكلانا يلوح للآخر من قريب
نمارس الإختفاء خلف جدران الصمت
يصرخ فيني
ما ترسل رسائل للمجهول وإنت عارف المجهول دا منو
ما تعمل فيها زواغ
واجه ....
وأنا ليلا
في الليل أسلك طريقي نحو المجهول
علني أصادفه في نصف الطريق يتخذ النجوم دليلا .....
يا علي
إنت ما كدا ....
عمر يا صديقي فقط إحتضار
ضاع كل شيئ
عمر
بس لسه في أمل ....
علي
أريد أن أهاجمه تسقط الكلمات
فأكتفي بالصمت الحرام


رغم المسافات التي تفصلني عنك الآن إشتاق إليك يا صديقي
دعنا عن الحب
الذي نتجادل فيه دوما
و وصفك للغة العربية بأنها كازبه فيه
حيث أن للحب عدت معاني في اللغة العربية
وتحيزك للإنجليزية
لأن للحب كلمة واحدة love
دعك من كل هذا ما تقوم تجينا زيارة بدل قاعد في سخانة البورت دي
عمر :
البورت دي بي سخانتا
حنينة يا فردة
أنا برجاها تسخن عشان أعرف الناس البحبوها حقيقة هم البفضلوا فيها
في عز الصيف
علي :
خلاس تحياتنا لي مريم و البحر

"""""""
ترك علي عبدالله الشبكة العنكبوتية لسؤها في منطقته وجلس يحاور البنت التي تسكن خلف الرموش
عبر الخيال يحاورها مع الطبيعة التي إرتسمت ملامحها فيها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق