الأربعاء، 1 يناير 2014

مريم والبحر - الفصل الثاني عشر


الفصل الثاني عشر

 

القيف" كما يطلقون عليه هنا في أرض الجدود

أو الضفة

تجلس عليها في حوار عشقي مع النيل ،

صلاة عشق وقراءة بعض تراتيل العشق النبيل بذاكرة ساحل البحر الأحمر حيث يجلس هناك العشق المنسي ليس نسيان الذاكرة ...

معها صديقتها دعاء رفيقة

الليل والحكايات الجميلة ...

يادعاء

خليني براااي وأمشي قطعي

رطب "بلح" وتعالي

دعاء :

مالك تقعدي براك تقوم تجيكي السحارة تشيلك مننا

مريم :

هاهاها سحارة شنو يابت

أنا دايره أقعد براي كدا مع النيل وأنا متعوده أقعد هناك براي في بورسودان مع البحر...

دعاء :

عامله فيها حبيبه وكدا يعني

مريم :

بس خليني وأمشي جيبي رطب

تذهب دعاء وفي وجهها البريء إرتسمت علامات الإندهاش والحيره ....

مريم تجلس أرضا تداعب بجسدها ويديها ذرات التربه الناعمة وهي فرحة بمن جلس عليها

ويبدأ فصل صلاة العشق والشوق الدفين

تملأ ذاكرتها بجمال المكان وسحر الطبيعة

من الضفة الأخرى في الأفق البعيد تتباين أشجار النخيل

واقفة" إجلالا على مر السنين

إجلالا وتعظيما لروح الصحراء ""النيل""

تغيرت لغة الإجلال والتعظيم

في هذا اليوم من النيل إلى

الروح التي وهبت المكان روحا جديدة مستمدة من روح البحر المالح إنها روح مريم ...

الطيور الصغيرة تركت سبائط النخيل وأصبحت تغرد

وتغرد وتغرد

ثم تحلق في المكان

وليس قصد الطيور النور كما

قالها شاعرنا عثمان بشرى

بل قصد الطيور هنا مريم ...

رحلت مريم بعيدا في ذكريات

الجامعة حيث هناك عشقها

عمر...

تذكرت كل شيئ وحكته بصوت سري للنيل

عن كل مملكة العشق التي

لا تغيب عن ذاكرتها

تحفظ كل تفاصيله النبيلة

شخصيته القوية

الآن لا تفكر في شيء سواه

.

.

دون أن تشعر بشيئ وجدت نفسها طرف الماء المعكر

بسبب فصل الدميره

شربت ما شاء لها حتى إبتل نهداها

شوقا

عشقا

وأخذت من طينه لترجع إلى عهد الطفولة

بدأت تبني أشياء من بنات أفكارها

منزل صغير من الطين

"يابيوت الطين أقيفي "

تراه أكبر من كل بيوت العالم

أخذت تبني عدت تفاصيل

في ذاكرتها

حتى إنتبهت لصرخت صديقتها

دعاء

يابت إنت مجنونة

بتغرقي ولا بمسكك تمساح

تعالي طايره مارقي

مريم :

أطلقت ضحكتها التي تخرج من أعماق جميلة

ما بتجيني العوجه

دعاء :

خلاس تعالي طالعه

ناكل الرطب

مريم :

سمح جايه

أغسل يدي

النيل يعلو موجه من هذا الملمس الناعم إنها من طينه

تركت ما صنعته بقلبها حتى يجف ثم تأخذه

جلست بالقرب من صديقتها

لتناول الرطب

وأخذت تأكل ثم تجدع أخرى في النيل دي عشانو

دعاء :

عشانو هو منو ؟

تسرح قليلا في النيل لعله

يخرج منه

حتى تعرف صديقتها بفارسها

عمر

دعاء :

يابت أنا بتكلم معاك !!؟

مريم :

واحد طيب جميل ووووو في جامعتنا

دعاء :

بختك والله أنا لا جامعة ولا تاني

مريم :

ما براك خليتي المدرسة

دعاء :

خلينا من السيرة دي قوماكي " قومي يلا "

أشيل عويش العواسة تلقي

حبوبه راجانا أسي ونحن إتأخرن

وبعدين أحكي لي عن عمرك

دا ...!

تبتسم مريم

ثم تنظر إلى أحلامها الطينية

مودعه حتى وقت لاحق

تقطع هي ورفيقتها دعاء

غابات أشجار النخيل والمنقة

في صمت وسكون

ذاهبات بعويشهن "الوقود"

إلى الفريق ...

هكذا هن بنيات الفريق كما قالها أبوي حميد

إيدين ِبنيات الفريق

بتهدهد الطفل الرضيع

بتعدّي شيخ

دومة الحفير

تشلَخ لَبَق..

تسقي الخدير

بتعوس

وتفرك للملاح

بِتَوَرّقَ اللوبي

وتحش..

تمسك مراح

تَحَلِب..تخش

تغسل هموم ايامه

في طشت الحِلم

""""""""""""""""""

عيد سعيد :

تفاصيل الغياب هذا العيد خارج الديار ولعله لن تكون الأخيرة فالغربة ستوصل

بعض من الذكريات الآن في

خاطري

رجوع المسافرين بعد غياب طويل وأنا واحد منهم ومهرجان

الإستقبال ....

الإستعدادات من قبل الأم العزيزة والحبوبة في إعداد

الشربوت

البخور الذي ينطلق من كل البيوت مغربا

الصباح الباكر وتقطيع الجريد من

النخيل وربطه في حزمة لأخذها إلى المقابر طقوس حبوباتي الطيبات ...

صلاة العيد والمعايدة

ثم تفاصيل الخروف وما بعده

ثم .......

معايدات :

إلى جميع أصدقائي وصديقاتي القابلة ذي ما تشتهو أو كما تقول حبوباتي :

العيد مبارك يديك وليدا" يبشتن حالك ... مستقبلا

إلى والدنا الكبير محمد الحسن سالم حميد غيابك حضور سلاما حيا وحيا فينا ....

إلى أهلي في أقاصي الشمال عيدكم مبارك ويعود عليكم بالبركات ....

إلى أهلي في الشرق الحبيب أصدقاء وأقارب ومن جمعتنا بهم أكثر من علاقة صداقة عيدكم مبارك...

إليها النار والنور ..وكل الدعوات القلبية مريم


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق